أرحم خلق الله بعباد الله. لا بد ان نعيش رياض القرآن فنتخذه أنيسا في الوحدة ، حاكما في التجمع ، قاضيا عند الخلاف ، إماما للمسيرة ، هاديا لدى تواتر الفتن. فقد جاء في الحديث المأثور عن الامام الصادق (عليه السّلام) عن آبائه عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) أنه قال :
«إذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن ، فانه شافع مشفّع ، وما حل مصدّق ، ومن جعله أمامه قاده الى الجنة ، ومن جعله خلفه ساقه الى النار ، وهو الدليل يدلّ على خير سبيل وهو كتاب فيه تفصيل ، وبيان وتحصيل» (١)
وَقالَ الرَّسُولُ يا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً
الرسول يقاضي أمته يوم القيامة عند ربّه إذا تركوا العمل بالقرآن.
هكذا تدل الآية ، وبهذا جاءت السنة الشريفة ، فقد روى الامام الباقر (عليه السّلام) عن جدّه الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلم) أنه قال :
«أنا أول وافد على العزيز الجبّار يوم القيامة ، وكتابه ، وأهل بيتي ، ثم أمتي ، ثم أسألهم ما فعله (فعلوه) بكتاب الله وبأهل بيتي» (٢)
دعنا نتسائل اليوم ـ وقبل ضياع الفرصة ـ هل نحن نؤدي حق القرآن علينا.
كيف لو جاء الرسول يوم القيام ليشهد في قومه. هل يشهد لنا أم علينا.
حقا نخشى ان يشهد علينا ، فأين معارف القرآن إذن في ثقافتنا؟! واين
__________________
(١) تفسير نور الثقلين / ج ٤ / ص ١٣.
(٢) المصدر.