يرتبط بالواجبات الدينية كالصلاة والصوم ، انما تختص بدرجات المعارف الالهية أو المراتب العالية من الطاعات.
وفي هذه الأمور يتثبّت الإنسان من خلال القرآن عند ما يرتله على نفسه ، كما رتل الله كتابه على نبيه ليثبت فؤاده.
٢ ـ إن في ذلك بيانا لعظمة القرآن وانه من عند الله ، فمع أنه نزل على امتداد (٢٣) عاما وفي ظروف مختلفة. الا أن ما تهدي اليه الآية الاولى وما تنطلق منه ، هو عين ما تهدي اليه وتنطلق منه كل الآيات ، لان الله الذي أنزله صاغه على نمط ومنهج واحد ، لا اختلاف فيه ولا تناقض.
ومع أن مراحل الدعوة قد اختلفت في حياة الرسول (ص) حيث انتقل من مكة الى المدينة ، والتي تختلف فيها الظروف والمشاكل الاجتماعية الا أن ذلك لم يخلف ولا أثرا بسيطا على واقع القرآن روحا ومنهجا.
إن من المستشرقين ممن لا يؤمن بالوحي حاول ربط الآيات بالاوضاع الاجتماعية التي مرت بها الأمة آنذاك ، فجمعوا الآيات حسب نزولها ، فسورة العلق تسبق سورة الحمد ، فلما لم يكن مرتبا بشكل جيد. عرفوا بأنه من عند الله. حيث ان بعض الآيات من بعض السور تنزل في مكة ، وبعضها الآخر في المدينة المنورة ، بينهما فترة زمنية ليست بالقليلة. تتخللها آيات من سور أخر ، ولكننا نجدهما في غاية التناسق ، والوحدة الموضوعية. بحيث لو أضفنا كلمة زائدة الى السياق أو حذفنا كلمة لاختلف السياق اختلافا كبيرا ، بل لا يمكن ذلك حتى مع الحفاظ على ذات الكلمات القرآنية مع التقديم والتأخير.
وكلما تدبر البشر أكثر في القرآن الحكيم ، كلما ازداد يقينا بأنه من عند الله ، إذ يستحيل على الإنسان أن يجد ترابطا وثيقا بين كلام ينطقه الآن وكلام نطقه منذ