ذات الأغلفة الملونة ، فانه يتركها جانبا ليقرأ بدلا عنها مجلة تمولها أجهزة الاستكبار لتضليل الناس ، وتصرف عليها بعض ما سرقته من الشعوب المستضعفة ، أو تمولها اعلانات المترفين الذين يمتصون ثروات الفقراء والمساكين ، وينفقون جزء منها على وسائل الاعلام الجاهلية لتبرر للناس أفعالهم القبيحة.
وهكذا تجد المجتمع الجاهلي يتردى في بؤر الجهل بسبب طاعة أبنائه الشهوات والأهواء بدل العقل والعلم.
وهنا يتضح أساس الخطأ في المحور المعتمد للتقييم. فهل المحور الصحيح ان كل ما تحبه حقّ؟ أم الحق هو الذي ينبغي أن تحبه؟
أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً
ومثل هذا الإنسان لا تنفعه شفاعة الشافعين ، ورسول الله لا يشفع له ولو استغفر له سبعين مرة ، بسبب تولّيه عن القيم واتباعه الهوى.
[٤٤] الذي يترك عقله لهواه ، والحق لما يحب ويبغض ، فانه يجعل نفسه أضل سبيلا من الأنعام ، لأنها أوتيت مقدارا من الشعور والفهم تعتمد عليه ولا تحيد عنه ، فلم نر الأنعام يوما تدخل جحيما من النار أو تتبع مضرتها لحبها ، ولكن الإنسان يستخدم ما يؤذيه ويتبع ما يضره.
أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ
كلّا إنهم لا يسمعون العلم ولا يعقلونه إن سمعوه ، وهم بلا علم يستفيدونه من الآخرين ولا عقل يستوعب ذلك العلم.
إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعامِ