ومن الشمس ماذا يرى؟
أليس نورها دون جرمها؟
وهكذا بالنسبة للقمر وسائر النجوم والأشياء.
فمن النجوم ما يحتمل العلم أنها اندثرت ولا نرى منها سوى نورا انبعث قبل مليون عام ليصلنا اليوم مثلا ، فلا نستطيع ان نتأكد من فناء النجم ، الا بعد مليون عام.
وماذا نرى من التفاحة التي نحملها بين أيدينا غير النور المنبعث من اي مصدر ضوئي انعكس عليها؟
وحتى جرم التفاحة لا نرى منه غير الاجزاء المحيطة به ، فالثقل ظاهر محيط بالجسم لا ذات الجسم.
وهكذا الحقيقة غيب ، لا يصل إليها الإنسان الا عبر الظواهر والشواهد المرتبطة بها والدالة عليها ، فهي تشبه أمواج الأثير التي لا ترى الا على شاشة التلفزيون ، وأمواج اللاسلكي التي لا تلتقط ولا تسمع بغير المذياع والاجهزة المشابهة.
وهل هناك حقيقة ترى بأحسن ما يمكن ان يرى الإنسان ربه؟
إذا كانت الشواهد هي التي تحملنا على الايمان والاعتقاد بكل شيء وليس الاحاطة به ، وإذا كان الأمر هكذا بالنسبة لسائر الأشياء ، كالأرض والسماء وما فيها ، فهل لشيء من الآيات والشواهد وبالتالي من الظهور والوضوح مثلما لله سبحانه وتعالى؟!
فلما ذا يجوز ان نقول رأينا الشمس ونظرنا الى القمر .. إلخ ولا يجوز ان نقول رأينا