ربنا؟!
ان ايماننا بالله يجب ان يكون أقوى من ايماننا بأيّ شيء سواه ، لأننا نجده في كل شيء ، (وفي كل شيء له آية تدل على انه واحد) .. ففي كل شيء تتجلى آثار القدرة والعظمة ، والحكمة والنظام ، والجمال والروعة وهي من أسماء الله الحسنى.
ونحن عن طريق النور الذي ينبعث من الشمس الى الأرض نكتشفها ونؤمن بها ، والشمس أظهر الحقائق عندنا ، فاذا أراد الواحد بيان وضوح شيء قال : «كالشمس في رابعة النهار» ، ولكن هل رأينا الشمس رأي العين؟
كلا .. بل ان كل ما نراه هو ظلها الممتد على البسيطة. وقد قال بعض المفسرين ان الظل هو موجود منذ البدء في الكون ، ثم تأتي الشمس لتذهب به ، فكلما ارتفعت انحسر أكثر ، حتى يأتي وقت الزوال فينعدم تقريبا ثم يعود فيئا بعد دوران الأرض حول الشمس ، فيصبح الوقت مساء.
الا ان هناك احتمالا آخر لمعنى الظل أطرحه ليتدبر فيه المتدبرون : إن الظلّ هو انعكاس نور الشمس ، ولذلك جاء في الحديث في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (عليه السّلام) في قوله عز وجل : أَلَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَ فقال : «الظل ما بين طلوع الفجر الى طلوع الشمس».
وإذا سميت شبح الأشياء ظلّا فلأن شعاع الشمس يمتد إليه.
ونسأل : ماذا يرى الناس من ظل الشمس؟
لا يرون الا نورا منبعثا منها منبسطا على الأرض ، وهو في انقباض وانبساط بمشيئة الله فبين الحين والآخر يتبدل النهار ليلا والليل نهارا ، وكل ذلك آية دالة على وجود الشمس.