ولم يوضع الحرم لكي يشرك بالله عبره ، انما وضع لكي يعبد الله وحده هناك. (بإقامة الصلاة وبالركوع والسجود) فقد أمر الله إبراهيم (ع) ان يطهّر بيته من الأصنام التي كانت تعبد من دون الله ، في أيام الجاهلية ، والأصنام البشرية التي تعبد اليوم هناك وباسمه.
وآيات هذا الدرس هي سنام هذه السورة ـ فيما يبدو لي ـ لأنها تتحدث عن وسيلة تكريس التقوى ، والحج هو أفضل وسيلة لذلك ، وقد عرفنا مسبقا أنّ التقوى هي أعلى درجات الاحساس بالمسؤولية.
بينات من الآيات :
الجنة نعيم شامل :
[٢٣] إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ
الذين آمنوا ايمانا صادقا بالله ، هم المؤمنون حقا ، وهم الذين ينعكس ايمانهم في واقع حياتهم ، بالقيام بالأعمال الصالحة. والجنات التي يدخلها هؤلاء هي ترجمة لعملهم الصالح ، ولهذا جاءت كلمة (جنات) بلفظ الجمع باعتبار ان عملهم الصالح على درجات وان لكلّ عمل جنة.
يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ
اي يزينون بأساور من الذهب ، كما يتوجون أو يقلدون باللؤلؤ النفيس ، ويلبسون ملابس خضراء من حرير فاخرة وتصور هذا المنظر يشّوق الإنسان الى الجنّة.
[٢٤] ثم لا يكتفي السياق ببيان النعم المادية ، بل يضيف إليها النعم المعنوية