أيضا حيث يقول :
وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلى صِراطِ الْحَمِيدِ
الطيب من القول هو : (السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته) وجاء في بعض الأحاديث ، انه كلمة التوحيد ، وقد ورد في بعض النصوص : أنّ الله يرسل الى أهل الجنة كل وقت بهدية وانها هي الطيب من القول ، وهذا هو المعنى الذي ذهب اليه المفسرون ، وكأن الهداية تتم في الجنة ، ولكن يبدو لي ان معنى الآية : ان المؤمنين قد هداهم الله في الدنيا الى الطيب من القول ، وهو كلمة التوحيد والإخلاص. والى الصراط الحميد ، وهو طريق الأنبياء والائمة الهداة ، عليهم جميعا صلوات الله.
الصد عن السبيل :
[٢٥] بعد ذلك يبدأ القرآن بنبذة عن الكفار ، وما هو عملهم ، بالمقارنة مع المؤمنين ، وعملهم فيقول :
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ
ليس الكفر هو الكلام النظري أو العقيدة المجردة فحسب. بل هو أيضا ما نبع من ذلك كله كالعدوان والعمل الشيء ، لذلك لا يلبث القرآن بعد ان ذكر الكفار ، ان يبين واقع كفرهم قائلا : «وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ» يعني ان هؤلاء قد كفروا في قرارة أنفسهم ، اما عملهم فصد عن سبيل الله ، ولذلك تجد كلمة «كفروا» جاءت بصيغة الماضي ، بينما جاءت كلمة «يصدون» بصيغة المضارع الدالة على الحال والمستقبل ، فالكفر قرار واحد ، اما الصد عن سبيل الله فهو عمل دائب ومستمر.
والصد عن سبيل الله ، يقف حاجزا بين الإنسان وقيامه بالعمل الصالح ، أيا كان هذا العمل ـ امرا بمعروف أو نهيا عن منكر أو بناء مساجد الله وأداء فرائضه