المتكامل الذي يصوغ الايمان العرفاني به شخصية المؤمنين. عبر معرفتهم بآيات الله المختلفة التي يرونها.
٣ ـ إذا أراد الإنسان اكتشاف حقيقة ايمانه ، وهل وصل إلى درجة العرفان ، أم لا يزال ايمانه بسيطا يخرجه عن حدود الجحود والكفر فقط ، فان عليه أن يبحث عن آثار الايمان الصادق ، فاذا كانت موجودة بصورة كاملة على سلوكه وتصرفاته كان وإلا فلا.
لذا نجد القرآن يربط بين من يؤمن بالله إيمانا كاملا ـ والذي ينعكس في صورة توكل على الحي الذي لا يموت ـ وبين سلوكيات عباد الرحمن كما تصفهم الآيات الكريمة.
٤ ـ كلما عرف الإنسان ربه بالتقرب إليه من خلال العبادة ، كلما عرف نفسه بصورة أكمل ، فهاتان معرفتان متقابلتان ، وسبب المقابلة إن الله هو خالق الإنسان ، فايمانه بالإله الخالق يدعوه للايمان بالعبد المخلوق. مما يجعله عارفا بمدى عبوديته وضعفه ، أو محدوديته وضيق أفقه ، وبين الأمرين (معرفة الله ، ومعرفة النفس) تتنامى نحو التكامل الشخصية الايمانية لدى الإنسان المؤمن.
كذلك يبصرنا القرآن بآيات ربنا المبثوثة في الآفاق ذكرى من بعد ذكرى فيقول تعالى :
الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ
حينما يقف الإنسان على ربوة تل ، فيرمي ببصره نحو الأرض الممتدة من تحته ، أو السماء الواسعة من فوقه ، فانه ينبهر بكل ذلك ، وهنا وفي لحظات الانبهار بالذات ، عليه أن يجعل الانبهار سبيلا إلى الايمان بالله ، فكلما وجد عظمة وقدرة