وجمالا وروعة تتجلى في الخلق ، كلما تعمق إيمانه بعظمة الخالق.
ولعلّ خلق الله السماوات والأرض في ستة أيام ، دليل على أنه يطورهما باستمرار ، حتى وصلت إلى ما هي عليه الآن ، وهذا لا يدل على عجز الله ، بل يشير إلى استمرار الهيمنة الالهية عليهما ، فلم يتركهما بعد الخلق لشأنهما سدى.
ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ
وعلى هذا فهناك علاقة سياقية بين كلمتي «فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ» و «ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ» حيث تشير الآية إلى ان الذي خلق السماوات والأرض يشرف عليهما ويدبر أمرهما.
و «ثُمَّ اسْتَوى» : أي هيمن على العرش ، وهو رمز التدبير بعد التقدير والإمضاء بعد القضاء.
الرَّحْمنُ
تتكرر كلمة الرحمن في مواضع كثيرة من هذه السورة ، ولعلّ الحكمة في ذلك انّ الرسالة الالهية هي أعظم منّة من ربنا علينا ، وانّ السبيل إلى الإيمان بها يمر عبر الإيمان بأن الله هو الرحمن ، وأنّ آيات رحمته في الخلق تجعلنا نثق بل نوقن انه لن يترك عباده في بؤر الجهل والضلالة. تتجاذبهم شهوات المترفين ، ونزوات المستكبرين.
إذا فلنؤمن برسالته التي يشكل إرسالها أكبر شاهد على رحمته.
فَسْئَلْ بِهِ خَبِيراً
أي فاسأل بهذا الأمر (خلق السماوات والأرض وعلى مراحل متتابعة