والشمس والقمر وسائر الكواكب والنجوم بروج للسماء ، والذي جعل الشمس والقمر والبروج هو صاحب البركة ، فالاولى أن نتوجه اليه دون غيره لأنه الرحمن ، فلما ذا لا نعرف هذه الصفة الحميدة من صفات ربنا؟
[٦٢] وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرادَ شُكُوراً
لقد جعل الله كلا من الليل والنهار يخلف أحدهما الآخر ، فلو دام الليل لانعدم المعاش ، ولو دام النهار لانعدمت الراحة.
ولكن متى يتذكر الإنسان؟ في الليل.
ومتى يحصل على النعم فيشكر الله؟ في النهار.
وكم هو جميل السياق إذ يقول : جعلنا الليل لمن أراد ان يذكر!
فحينما تهدأ الأصوات ، وتسكن الأحياء ، فيعم الصمت حيث الناس كل آوى الى فراش نومه ، فينبعث ضمير المؤمن حيّا ليناجي ربه «إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلاً».
اما في النهار حيث ينهض الإنسان من نومه طلبا للرزق والمعاش ، لا لكي يطغى وانما ليشكر ربه ، ويصل بوظائف النعم التي وفرها له ، نجد انعكاس المعرفة الايمانية على سلوك عباد الرحمن الذين يصوغون به شخصيتهم من خلال الايمان العرفاني.
عباد الرحمن :
[٦٣] ان لعباد الرحمن الذين تتجلى أسماء الله وفي طليعتها (الرحمن) على