وَزادَهُمْ نُفُوراً
لم يكن أمر الرسول لهم بالسجود لله الا لجمع شتاتهم. كي تشرق عليهم شمس الرحمة ، وتلفهم غمامة اللطف الالهي ، ولكنهم لعمق الاحساس بالارهاب والخوف وما أشبه من الصفات الرذيلة نفروا حتى من هذه الكلمة كما تنفر الإبل المذعورة.
ويعبر هذا النفور عن مدى الجهل الغارقين فيه ، والذي لا يزال جاهليي العصر يغرقون فيه أيضا ، ولا فرق بين الجاهليتين الا أن إحداهما حديثة والاخرى قديمة.
فلو نهض رسالي يدعو الشرق الملحد ، والغرب المشرك للسجود للرحمن ، واشاعة السّلام والعدل في أرجاء المعمورة لردوا «وما الرحمن»؟ أيضا ، وَما ظَلَمَهُمُ اللهُ وَلكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ .
من آيات الكون :
[٦١] تَبارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّماءِ بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيها سِراجاً وَقَمَراً مُنِيراً
ربما تشبه كلمة البركة كلمة التكامل في منطقنا الحديث ، فالمبارك يعني واسع الخير وثابتة ، أو المتكامل الذي ينمو ـ وتعالى الله عن النمو لأنه ـ «الكامل الذي لا كمال بعده. إذ ليس لصفته حد محدود ، ولا نعت موجود ، ولا أمد ممدود» كما قال الامام علي (ع).
فما معنى : «تَبارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّماءِ بُرُوجاً»؟
ان الذي اعطى البركة للسماء هو الذي يعطي البركة للإنسان ، والبروج هي المواقع الظاهرة والمرتفعة في نفس الوقت ، وعادة ما يكون برج المدينة رمزها ،