والسير في اطارها للاستفادة من الامكانيات الهائلة المودعة من قبل الله في الطبيعة ، وينعكس ذلك أيضا على مواقفهم الاجتماعية والسياسية ، فلأنها نابعة من فطرتهم النقية التي ترفض التكلف والتبختر فانها مشية معتدلة. لا تظاهر فيها ولا صخب. جاء في الحديث المأثور عن الامام الباقر عليه السّلام :
«الائمة عليهم السّلام يمشون على الأرض هونا خوفا من عدوهم» (١)
وهذا خلاف ما يفعله الآخرون ممن لا تشملهم الآية الكريمة «وَعِبادُ الرَّحْمنِ» فانا نجد علاقتهم مع الطبيعة والمجتمع علاقة قائمة على أسس فاسدة من الخشونة والعنف ، واستغلال الناس ، وتوجههم منصرف الى التمرد على الانظمة والقوانين الطبيعية ، مما نرى آثار ذلك في إفساد العلاقات الاجتماعية ، وانتشار التوتر والحروب بين الدول المختلفة.
٢ ـ الرفق :
وَإِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً
لأنّ علاقتهم علاقة السّلام والأمن فإنهم يجيبون الجاهليين ـ ممن يخاطبونهم بالجهل ـ بقولهم : سلاما ، وقيل : ان المقصود بالسلام سلام الوداع ، اي انهم ينصرفون عن الجاهل بعد السّلام عليه ، عند ما يحتكون به دون مبادلته جهلا بجهل.
ولكن الأقرب الى قوله تعالى «قالُوا سَلاماً» انهم يبدءون كلامهم وعلاقاتهم مع الناس عن طريق السّلام ، وهو إبداء حالة من الأمن والعلاقة الايجابية مع الطرف الآخر.
__________________
(١) المصدر.