ثالثا : ان هذا المجتمع تحكمه روح الاحترام المتبادل في العلاقة بين ابنائه ، فلا يقتلون النفس ولا يزنون.
وهناك علاقة بين قتل النفس من جهة ، والزنا من جهة أخرى ، فكلاهما يعتبر نوعا من الاعتداء على كرامة الإنسان ، وبالتالي فكلاهما قتل للنفس كما سنوضح ذلك في البينات.
وان الذين يفضلون سيادة سلطة غير الهية عليهم ، فلا يحترمون النفس البشرية ، ويفعلون الفاحشة سيلقون العذاب في الدنيا والآخرة ، إلى ان يتوبوا الى الله ربهم.
رابعا : في المجتمع الرحماني لا يظلم أحد أحدا أبدا.
وحتى لا يظلم الإنسان غيره ، فان عليه الامتناع عن شهادة الزور ، وكثير من الذين يجدون جوا مناسبا للظلم تدفعهم شهواتهم ومصالحهم لارتكاب الجريمة ، والاعتداء على حقوق الآخرين ، أما في المجتمع الاسلامي فان الجو العام ، والقانون الالهي الحاكم لا يشجع على الظلم أو البغي ، فلو فتش ظالم عمّن يشهد في صالحه فسوف لن يبلغ مناه.
خامسا : الجدية من أهم مميزات المجتمع الايماني.
فهو بعيد عن اللغو ، الذي يكون عاملا من عوامل الانحرافات الاجتماعية الفكرية وغيرها ، كما اللامبالاة التي تعني العبثية واللاهدف ، فيجب ان يكون المجتمع جديّا في البحث عن اهدافه ، بعيدا عن اللغو واللامبالاة اللذان يجعلانه بعيدا عن الرحمانية ، قريبا من الجريمة والانحراف.
وهذا المجتمع هو الذاكر الذي يتكامل بذكره لله ، إذ يجعل ذكره لخالقه معراجا لسموه المعنوي والمادي أيضا ، وبتعبير آخر هو الذي يجعله يعرج الى مستوى التحضر