أول بيت وضع للناس (جميع الناس) وقد أعتقه الله من الغرق عند الطوفان الأعظم على عهد النبي نوح عليه السّلام.
وكلمة اخيرة :
لقد فسرت في أحاديث أهل البيت عليهم السّلام كلمة (ليقضوا تفثهم) باللقاء مع (الامام) أو ليس الحضور عند الامام والالتقاء به في اجواء الحرية عند البيت الحرام يقضي على الأدران المعنوية لقلب الحجاج ، ويؤهلهم لبدء رحلة جهادية جديدة ، وهذا التفسير يؤكد على الجانب الحضاري للحج ، المتمثل في تطوير الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية للامة عبر الحج وذلك باللقاء مع امام الامة ، وقائد مسيرتها ، ورائد حركتها المباركة.
وفي حديث آخر : يجعل الامام احدى حكم الوفادة الى بيت الله التفقه في الدين. ونقل أنباء القيادة ، الى الأقطار. جاء في الأثر المروي عن الامام الرضا عليه السّلام وهو يبيّن علل الحج : قال : لعلة الوفادة الى الله تعالى ، وطلب الزيادة ، وأضاف : ونقل اخبار الائمة ـ عليهم السّلام ـ الى كل صقع وناحية ، كما قال الله عز وجل :
«فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ» ، وليشهدوا منافع لهم. (١)
__________________
(١) المصدر / ص ٤٩٠.