الشرق أو الغرب ، لأنهما أعجز من ان يتوليا نصرنا ، وهم أعجز من نصر أنفسهم ، بل ان الله أمرنا بمقاومتهم لأنهم مصدر بلائنا ، وهم المسؤولون الحقيقيّون عمّا يجري علينا.
فهؤلاء المخرجون من ديارهم ـ هم المظلومون الذين تكفل الله بنصرهم وبتأييدهم ، شريطة أن يتجهوا اليه سبحانه.
وَلَوْ لا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَواتٌ وَمَساجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللهِ كَثِيراً
صوامع : معابد يبنيها البعض في الأصقاع النائية يتعبدون فيها ، اما البيع : فهي معابد اليهود ، والصلوات : هي معابد النصارى وكنائسهم ، والمساجد : محاريب المؤمنين ، وكل هذه المراكز تهدف ذكر الله ، وذكر الله لا يتم إلّا بالتحشيد الاجتماعي ، وتعبئة الناس ايمانيا من خلالها ، فاذا هدمت فان سببا من أسباب تجميع الناس على الايمان سوف ينهار ، فالمسجد والكنيسة والدير هي رمز للمؤمنين فتحطم هذا الرمز يعني زوال سبب وحدة المؤمنين وتجمعهم حول مبادئهم ، لذلك فان المؤمنين مأمورون بالحفاظ على مقدساتهم هذه.
وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ
انصروا الله والقيم ، حافظوا على المقدسات وكرامتها ، دافعوا عن حرية الإنسان انكم حين تعملون كل ذلك ينصركم الله ، وإذا نصركم فلا غالب لكم ، ان الله قوي يمتلك أدوات القوة فهو : «تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ» وهو عزيز «تُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ» فهو يعزكم ان نصرتموه والا اذلكم ، وان نصرتموه حقا أذل أعداءكم.