وتحمل في جنبيك الأمل ، وكان هنالك من يدافع عنك ويحميك ، فما ذا تنتظر بعدئذ؟ اقتحم كل حصن ووكر ، وجاهد كل طاغية ، فان قوة الله وعزته تتجلى في سواعد المؤمنين وبهم يدفع الله أعداءه وأعداء دينه ، وأعداء البشر.
[٤٠] الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللهُ
هذه أبرز صورة من صور الظلم الذي قال عنه سبحانه «بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا».
ذلك لأنّ أولئك الذين قالوا ربنا الله بصدق ، هم الذين رفضوا تسلط الطغاة ، وقاوموا هيمنة الجبارين. الذين أرادوا فرض قوانينهم وثقافتهم على الناس. فكفروا بهم وآمنوا بالله الواحد. ثم استقاموا واخرجوا من ديارهم لأنهم احتفظوا باستقلالهم. ولعل الطغاة لم يفرضوا عليهم الخروج بل انهم هاجروا خشية بطش الجبارين ، واستعدوا للقتال حتى تحرير الأرض من هيمنتهم. كما فعل المسلمون عند ما أمرهم الله ورسوله بالهجرة الى المدينة. حيث نزلت الآية فيهم وجرت في غيرهم.
جاء في الحديث المروي في كتاب الكافي عن الامام أبي جعفر الباقر عليه السّلام انه قال :
«نزلت في رسول الله وعليّ وحمزة وجعفر وجرت في الحسين عليهم السّلام أجمعين» (١)
وكلمة (ربنا الله) هي هدف الهجرة وهدف الجهاد ، وهي في ذات الوقت وسيلة النصر وسبب الفتح. إذ ان أهم شروط الانتصار الاتجاه الكلي الى الله ، والمحافظة على استقلالية العمل في سبيله ، والا نتصور يوما ان النصر يمر عبر عواصم
__________________
(١) المصدر ـ ص ٥٠١.