يجعلهم أعزاء ، كلا .. ان ايمانهم بالقرآن ودفاعهم عنه هو الذي يجعل القرآن عزيزا بينهم وعزيزا في العالم أجمع.
فليس وجود الكعبة يعز المؤمنين فقط ، انما وجود المؤمنين حولها يجعلها عزيزة أيضا ، ومن دون هذه العزة التي يسبغها المؤمنون على مقدساتهم ، فانها لا تبقى ، ونحن هنا نؤمن بدور الغيب الذي يظلل المؤمنين بظلال من التأييد والرعاية ، ذلك ان الصراع بين الحق والباطل ليس بعيدا عن هيمنة الغيب ، أو ليس الله يدافع عن المؤمنين ، بلى. ولكنه قد يدافع عنهم بأيديهم ، وبكلمة : ان بداية أي تحرك يكون من الناس ، ثم يأتي التأييد والنصر من الله.
إِنَّ اللهَ يُدافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ
وهذه الآية تزرع الأمل والثقة والاطمئنان في قلوبنا ، لان الله يدافع عنا ، ومعلوم ان الأمل وقود الثورة ، والثقة وقود العمل ، والاطمئنان قاعدة السعي.
[٣٩] ان شياطين الجن والانس يحيطون بقلب الإنسان ويملأونه باليأس والخوف ، اما ذكر الله فهو ـ على العكس من ذلك ـ ينمّي فينا التطلع ، ويحفزنا للأخذ بحقنا ، كما انه يزرع الخوف والقلق في نفوس أعداء الدين ، وسرّاق الحرية ، الذين لا يزالون يخونون امانة الله والناس ، ويكفرون بنعم الله.
أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ
يبحث الإنسان المؤمن عن شرعية الجهاد ، والله يعطيه هنا الشرعية بقوله : «اذن» فلقد اذن الله للمعتدى عليهم المظلومين ، ان يرفعوا راية القتال لرد ظلامتهم ، وذلك لأنك ، مهما أصابك من الظلم والاستضعاف ، لا يجوز ان تيأس من النصر ، بل جدد العزم لان الله قادر على نصرك ، فما دمت تملك شرعية الجهاد