«انه يغفر لصاحبها عند أول قطرة تقطر من دمها الى الأرض وليعلم الله عز وجل من يتقيه بالغيب وأضاف : انظر كيف قبل الله قربان هابيل ورد قربان قابيل».
كَذلِكَ سَخَّرَها لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلى ما هَداكُمْ
ان نحر الانعام أو ذبحها يهدف شكر الله. وفي آية سابقة ، ذكر الله. إنّ هدف الشعائر هو تقوى القلوب ، اما هدف التسخير فهو تكبير الله ، كل ذلك يوحي بان الهدف الأسمى من النعم المادية التكامل المعنوي. وتكبير الله هو إخراجه من حدّ التعطيل والتشبيه ، كما جاء في الحديث ، وتكبير الله على الهداية تمجيده على ان هدانا للايمان ، وأرشدنا الى الحنيفية البيضاء. والآية تشير الى التكبير أيام التشريق في الصلوات بمنى في عقيب خمس عشرة صلاة ، وفي الأمصار عقيب عشر صلوات. (١)
وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ
كيف يمكن للإنسان ان يستفيد من النعم في مجال تكامله المعنوي والروحي؟
يجيب القرآن على هذا السؤال ويقول : «وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ» ، فبالاحسان تخرج من شح الذات الى فضاء الخير ، فالعطاء مفتاح الرزق ، وطريق الايمان.
شرعية الجهاد :
[٣٨] الايمان ليس مجرد كلام يقال ، ولا حتى عقيدة مقطوعة الجذور ، كلا ذلك لان الايمان حقيقة راسخة في القلب يصدّقها العمل ، وانما يتضح إيمان
__________________
(١) راجع الكتب الفقهية. وأيضا نور الثقلين ج ٣ ص ٥٠٠.