الإنسان ، هل هو مستقر أم مستودع؟
حينما ينزل في حلبة الصراع ، فيعرف مدى إيمانه ، وللصراع فوائد كثيرة أهمها :
١ / انه يجعل الإنسان مؤمنا صادقا ، ويزيل عنه رواسب كفره وشكه ، وجهله وغفلته ، كما انه يكشف الإفراد الضعفاء ايمانا وارادة في المجتمع الاسلامي والذين لا يستحقون ان يكونوا أعضاء مؤثرين فيه. وبكلمة موجزة : ان الجهاد يكرس الواقع الايماني في المجتمع.
٢ / والجهاد حصن المقدسات ودرع الحرمات والشعائر ، فاذا كانت الحرية مكفولة لجميع الناس عند حرم الله ، وإذا كان المؤمنون يقصدون ـ بكل أمان ـ بيت الله ومعهم شعائرهم من أقصى الأرض ، فلأن المجاهدين يحمون البلاد من أطرافها ، وإذا كانت القوى الكافرة والمنافقة والمترفة لا تهتك حرمات الناس داخل البلاد فلأن المجاهدين يقفون لهم بالمرصاد. وإذا كانت مراكز الطاعة المقدسة تعلو في آفاق الأرض فلان حولها ليوث الجهاد الأشداء. يحمونها كما يحمي الأسد عرينه.
وبالتالي فان المساجد ، والمعابد ، والكنائس انما تقوم على أساس دفاع المؤمنين عنها ، ولو لا دفاع المؤمنين عن مراكز عبادتهم ، ومحل اقامة شعائرهم ومناسكهم ، اذن لتهدمت هذه المساجد والمعابد والكنائس على ايدي أعداء الله وأعداء دينه.
فالكعبة مثلا قائمة على دفاع المؤمنين ، عن وجودها وحرية العبادة فيها ، فاذا ترك المؤمنون الدفاع عنها فانها تزول حرمتها وقداستها.
ان ربط المقدسات بعمل المؤمنين وجهادهم هي أهم وابرز فكرة حضارية يحتاجها المسلمون اليوم ، ان بعض المسلمين اليوم يظنون ان وجود رسم القرآن بينهم