الهدف من النعم المادية هو التكامل المعنوي.
ونستوحي من هذه الآية : ان النعم المادية في الحياة الدنيا وسيلة للتكامل المعنوي ، فالإنسان الجائع الذي لا يمتلك مأوى يأوى اليه ليحميه من قيظ الصيف وبرد الشتاء ، من الصعب عليه ان يسعى من أجل بناء كيانه المعنوي ، ان ينمي علمه وايمانه وتقواه ، اما الذي استطاع ان يتجاوز ضرورات حياته ، فان باستطاعته ان يتفرغ لما هيئ له.
وضرورات الحياة تشبه وقود السيارة ، فحينما تمتلئ السيارة بالوقود آنئذ تصبح مهيأة للسير ، فسير السيارة هو الهدف بينما الوقود ضرورة الهدف ، فالسيارة لم تصنع لكي تبتلع الوقود ، انما صنعت لكي تنطلق ، وكذلك الإنسان لم يأت الى الحياة لكي يأكل ويشرب وينام ، و .. و .. انما أتى الى الحياة وفرضت عليه تلك السنن ، لكي يسمو بروحه ويعرج في مدارج الكمال .. وهذه الفكرة نستوحيها من الآيتين الاوليتين من هذا الدرس.
[٣٧] ثم ان التقوى كالشجرة التي تنبت في القلب بحاجة الى تنمية ، والاضحية تنمي شجرة التقوى في القلب.
لَنْ يَنالَ اللهَ لُحُومُها وَلا دِماؤُها
ثم يبين الله سبحانه بأنه ليس لربها نصيب في لحومها أو دمائها ، انما النصيب راجع الى الناحر الذي يزداد بذلك تقوى وايمانا.
وَلكِنْ يَنالُهُ التَّقْوى مِنْكُمْ
كذلك جاء في الحديث الشريف : ما علة الاضحية؟ قال :