وفائدة هذه الشعائر هي أنها تزيد من الكمالات الروحية والمعنوية.
فَإِذا وَجَبَتْ جُنُوبُها
اي خرت صريعة بعد نحرها ، حتى استقرت جنباتها على الأرض بالكامل كناية عن انتهاء حركتها.
فَكُلُوا مِنْها وَأَطْعِمُوا الْقانِعَ وَالْمُعْتَرَّ
كلمتي (القانع والمعتر) تدلان على معنيين هما الفقير والمسكين. والفقير هو الذي لا يملك قوت سنته ، اما المسكين فهو الذي أسكنه الفقير بيته ، وهو أشد فقرا منه.
وأصل كلمة القانع هو الفقير الذي يقتنع بما تعطيه ، فهو كما قال الرب سبحانه في آية أخرى : تحسبهم أغنياء من التعفف .. بينما أصل كلمة المعتر الذي لا يملك تعففا من السؤال. والكلمة مشتقة من (العرّ) وهو مرض الجرب يصيب جلد البعير ، وكان المعتر قد أصاب وجهه مرض فسقط جلده كناية عن ذهاب ماء وجهه وعدم الحياء لديه. وجاء في رواية ان المعتر هو الذي يعتريك .. ولا يسأل. و في حديث آخر عن أبي عبد الله الصادق عليه السّلام :
«القانع الذي يرضى بما أعطيته ولا يسخط و لا يكلم ولا يلوي شدقه غضبا ، والمعتر المار بك لتطعمه» (١)
كَذلِكَ سَخَّرْناها لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
الهدف من تسخير الله الانعام للإنسان هو الشكر له سبحانه ، وعموما فان
__________________
(١) نور الثقلين ج ٣ / ص ٤٩٨.