الإسلامية ، ثم يندفعون لنشرها بين الناس وفي الحديث المفصل التالي تبيان بالغ الاهمية لاهداف الحركة الاسلامية ، وشروط القائمين بها ، ونكمل هذا الدرس به :
جاء في الكافي مسندا عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد الله (ع) قال : قلت له : أخبرني عن الدعاء الى الله والجهاد في سبيله أهو لقوم لا يحل الا لهم ولا يقوم به الا من كان منهم أم هو مباح لكل من وحد الله عز وجل وآمن برسوله (ص) ، ومن كان كذا فله أن يدعو الى الله عز وجل والى طاعته وان يجاهد في سبيله؟ فقال : ذلك قوم لا يحل الا لهم ولا يقوم بذلك الا من كل منهم ، قلت : من أولئك؟ قال : من قام بشرائط الله تعالى في القتال والجهاد على المجاهدين فهو مأذون له في الدعاء الى الله تعالى ، ومن لم يكن قائما بشرائط الله في الجهاد على المجاهدين فليس بمأذون له في الجهاد ولا الدعاء الى الله حتى يحكم في نفسه ما أخذ الله عليه من شرائط الجهاد ، قلت : فبين لي رحمك الله.
قال : ان الله تعالى أخبر في كتابه الدعاء اليه ووصف الدعاة اليه ، فجعل ذلك لهم درجات يعرف بعضها بعضا ، ويستدل ببعضها على بعض. الى ان قال (ع) : ثم أخبر تبارك وتعالى انه لم يؤمر بالقتال الا أصحاب هذه الشروط ، فقال سبحانه وتعالى : أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللهُ وذلك ان جميع ما بين السماء والأرض لله عز وجل ولرسوله ولأتباعهم من المؤمنين من أهل هذه الصفة ، فما كان من الدنيا في ايدي المشركين والكفار والظلمة والفجار من أهل الخلاف لرسول الله (ص) والمولى عن طاعتهما مما كان في أيديهم ظلموا فيه المؤمنين من أهل هذه الصفات ، وغلبوهم عليه ما أفاء الله (١) على رسوله فهو حقهم أفاء الله عليهم ورده إليهم (٢).
__________________
(١) وفي المصدر «مِمَّا أَفاءَ اللهُ» وفي الوافي «فما أفاء الله».
(٢) لعلنا نستفيد من هذه الكلمة : ان السلطة في العالم يجب أن تكون للمؤمنين الصادقين فهي لهم حقا.