ان من أعظم حكم الحج بث روح التقوى في القلب ، لتطهيره من درن الشرك ، وذلك عبر ذكر الله ، وإطعام البائس والفقير ، وتطهير البدن من التفث.
وهكذا يبدأ السياق بذكر الحج من آية (٢٦) ، ويستمر ببيان جانب هام من التقوى ، هو تعظيم حرمات الله واحترام شعائره ، وينهى عن الأوثان ، ويأمر برفضها عبر الحنفية التي تعنى الطهارة والنقاء.
ان تعظيم شعائر الله من تقوى القلوب ، والهدف من الذبح تنمية التقوى ، عبر ذكر الله عليها. وقد حدد الله لكل امة منسكا ، ليذكروا الله على نعمائة.
وأسمى درجات التقوى حالة الإخبات حيث يذكرنا السياق بصفات المخبتين ، من خشية الله والصبر واقامة الصلاة والإنفاق.
وخلال آيات (٣٨ ـ ٤١) يذكرنا السياق بالجهاد الذي هو حصن المقدسات ، ودرع الحرمات. والعلاقة وثيقة بين الحج الذي يسمى بجهاد الضعفاء والجهاد ، أو ليسا يهدفان معا إعلاء كلمة الحق ، أحدهما بصورة سلمية ، والثاني بالدفاع الدامي؟!
ولعل الإذن بالجهاد في هذا السياق لتكميل جوانب التقوى ، حتى لا يتبادر الى الذهن ان التقوى تعني العزلة والتقوقع والرهبنة .. وعموما يبدو ان هذه الآيات هي سنام السورة.
ثم يعالج السياق تبريرا شيطانيا آخر حيث يظن المكذبين بالرسالات ان تأخير العذاب دليل إهمال الله لهم. بينما ينبغي السير في الأرض للنظر في عواقب المكذبين الذين أملى الله لهم ثم أخذهم أخذا شديدا ، بينما أسبغ على الصالحين نعمه ظاهرة وباطنة. والسير في الأرض لا ينفع الذين يسعون في آيات الله معاجزين ، وهم