فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِها
قد يكون اشتقاق (قلوب) لغويا من الفعل (قلب ـ يقلب) اي تقليب الأمر بشتى وجوهه واحتمالاته فيكون مدلول القلب قريبا من مدلول (الفكر) ، فيكون معنى الآية : أفلا يتفكرون في الحياة ، ويعقلون حقائقها ، وكيف حلّ بمن قبلهم لما عصوا وكانوا يعتدون.
أَوْ آذانٌ يَسْمَعُونَ بِها
الإنسان : اما ان تكون له القدرة على فهم الحقائق شخصيا ، واما ان يسمعها ويتلقاها ممن تفكر بها ، لذلك يقول القرآن : فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِها بصورة مباشرة ، أَوْ آذانٌ يَسْمَعُونَ بِها بالاستفادة من علوم الآخرين وتجاربهم.
فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ
حينما لا يوجد عند الإنسان فكر ، وينطفئ نور قلبه ، ولا يستوعب العبر ، فما ذا تنفع العين ، وماذا تعني الأذن؟!
ان تعبير «الَّتِي فِي الصُّدُورِ» يشير الى ان الفساد لا يصيب الظاهر من الإنسان ، ولكن الذي يفسد ـ في الحقيقة ـ هو داخل الإنسان ، نفسيته وروحه وكيانه. جاء في الحديث الشريف : عن أبي عبد الله الصادق عليه السّلام : وهو بذكرنا بعمى القلب وكيف يتم اتقاءه : تاه من جهل ، واهتدى من ابصر وعقل : ان الله عز وجل يقول : فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ .
و كيف يهتدي من لم يبصر؟ وكيف يبصر من لم يتدبر؟!
اتبعوا رسول الله وأهل بيته ، أقروا بما نزل من عند الله واتبعوا اثار الهدى ،