فإنهم علامات الامانة والتقى (١)
الزمن عند الله :
[٤٧] وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللهُ وَعْدَهُ
من المشاكل النفسية التي يعالجها القرآن الحكيم في آياته المرة تلو الاخرى هي مشكلة الاغترار بالفرصة ، فترى الإنسان يقول ، عند ما يرى ألوان النعم تصبّ عليه : اين هو عذاب الله؟ ولماذا لم يأت؟ فيكفر بالعقاب أساسا لأنه يبطئ عليه.
لقد وعد الله بالعذاب وعدا حتما ، ولكن يعطي الإنسان مهلة كافية لعله يكتشف خطأه ، ولو بعد حين ، فيتوب الى الله متابا ، فاذا لم يكن للاعتراف والاستغفار في قلبه محلا ، وحان اجله آنئذ لا يستقدم ساعة ولا يستأخر.
جاء في الدعاء : (سبحانك ما أعجب ما اشهد به على نفسي ، واعدده من مكتوم أمري ، وأعجب من ذلك أناتك عني وابطاؤك عن معاجلتي ، وليس ذلك من كرمي عليك ، بل تأنيا منك لي ، وتفضلا منك على لان ارتدع عن معصيتك المسخطة ، واقلع عن سيئاتي المخلقة ، ولان عفوك عني أحب إليك من عقوبتي ...).
وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ
لو كان للزمن عند الله قيمة إذا لاهلكنا عند أول ذنب. ولكن الله الذي لا يقدر أحد على الفرار من حكومته ، ولا يفوته شيء في السموات والأرض ، لا يبادر بالجزاء ويكون اليوم الواحد عنده كألف سنة.
__________________
(١) المصدر / ص ٥٠٧.