انه سبحانه ليس كما نحن ، اننا محددون بالزمان والمكان ، وعلومنا وقدراتنا محدودة ، بينما الله على كل شيء قدير ، وهو مهيمن على خلقه ، قادر على ان يقبض المكذبين متى شاء كيف شاء ، فلما ذا العجلة ، وانما يعجل من يخاف الفوت ، سبحانه؟
[٤٨] ان تأخير العذاب ، وتلاشي قانون الزمن عند الله ، لا يعني ان العذاب لن يأتي ، فكم من امة أعطاها الله مهلة بالرغم من انها ظالمة ، ثم أخذها بالعذاب حين حقت عليها كلمته.
وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَها وَهِيَ ظالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُها وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ
اين يذهب هؤلاء أو ليس الى الله؟ بلى انه سبحانه لا يخشى الفوت ، ومن لا يخشى الفوت لا يبادر بالانتقام.
[٤٩] ان وظيفة الرسول هي تبليغ الرسالة للناس ، لتكون لهم نذيرا بين يدي عذاب شديد. ان هم أصروا على المعصية. وبالرغم من ان الرسول بشير أيضا الا ان السياق أكد على جانب الإنذار لان الإطار العام للحديث هنا التكذيب والعذاب.
قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّما أَنَا لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ
[٥٠] فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ
من يقف بجانب الرسالة ويؤمن بها وبالرسول ويعمل الصالح بموجبها ، فانه يفوز بجائزتين : أولهما المغفرة وحط الذنوب ، وثانيهما الرزق الكريم ، انها جائزة معنوية تتمثل في التطهير من الذنوب وأخرى مادية وهي الرزق الكريم ، اي يوفر كرامة الإنسان ذلك لأن من الرزق ما يذهب بها ، ويسبب له الهوان.