والأبصار؟ كلّا .. إنّما لجحود آيات الله والاستهزاء بها ، فكانت عاقبتهم الدمار.
أفلا نعتبر بمصيرهم قبل أن نصبح عبرة لمن يتعظ من بعدنا؟ أفلا نزور الأطلال التي بقيت من القرى الهالكة ، وننتفع بالآيات التي صرّفها الله لإيقاظنا من الغفلة؟
إنّ هذه الآية التي يعتمد عليها الإنسان في كفره بربّه ، ويزعم أنّها مانعته من عذاب الله ، هلّا منعت عن تلك القرى العذاب.
وترى بعضهم يستعيذون بالجن ، ويزعمون أنّهم يكفونهم العذاب ، بينما الجن كما الانس أنذروا بالرسالة ، ولقد صرف الله نفرا منهم فاستمعوا للقرآن فأصبحوا منذرين ، ودعوا قومهم للاستجابة للرسالة ، وبيّنوا لهم أنّ من لا يجب داعي الله فليس بمعجز في الأرض.
وتبيّن الآيات الأخيرة من السورة قدرة الله على إحياء الموتى ، وأنّ الكفّار يؤمنون بذلك حين يرون العذاب ، وأنّ على الرسول الصبر في دعوته دون أن يستعجل لهم ، لأنّه مهما طال بهم العمر فانّ مكثهم في الدنيا يشبه ساعة إذا قيس بالخلود في النار.