[١٦] ولا تعي القلوب المحاطة بالهوى بصائر القرآن ، أما من اتقى حجب الشهوات تلقى أنوار الهدى. أو لم يقل : «إِنَّما تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ».
وهذه البداية ، وعلينا أبدا العودة الى المبادئ لحل الغاز الحياة. فاذا كنت تبحث عن الجنة أصلح اولا منهج التفكير في نفسك ، فلا تتبع الهوى واستمع الى الحق وتفكّر في آيات الله.
(وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ)
لا لكي يفقه ، وانما ليجادل في آيات الله بغير هدى.
(حَتَّى إِذا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ما ذا قالَ آنِفاً)
عن ما ذا تحدث؟ والى أي شيء أشار؟ وما هي الأفكار التي ذكرها؟ وما هي الأوامر التي كلفنا بها؟ يقول ذلك فور خروجه من بيت الرسالة ، لماذا؟ لأنه لم يقتنع بما قيل له فحاول أن يجد له تفسيرا وتأويلا. إنه لفرط عقده النفسية لا يرى الأمور إلا بصورة معكوسة ، ولا يعتقد صدق متحدثيه ، بل يبحث في أحاديثهم عن زوايا مبهمة يجعلها مادة تساؤله ، ومناقشاته ، وجدلياته ، ويزعم ان ذلك من العلم ولا يعرف انه دليل جهله وانغلاق قلبه.
(أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ)
فأصبحت لا تعي ولا تعقل. مضوا قدما في طريق الهوى.
(وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ)