بقي منها ، إلا مثل ما مضى من يومكم هذا فيما بقي منه ، وما بقي منه الا اليسير (١) مما يدل على اننا نعيش في نهايات الدنيا .. ومن علامات ذلك بعثة خاتم الرسل الذي لا نبي بعده الى يوم القيامة.
وقال بعضهم : إن أشراط الساعة هي ما ذكر في النصوص من انتشار الفساد ولا ريب ان ذلك أيضا من علامات قيام الساعة التي تقوم على شر خلق الله.
بيد ان أشراط الساعة ـ حسبما يبدو ـ تعم كل الشواهد التي تهدينا الى قيامها ، وتختلف الشواهد حسب الأشخاص والأمم والعصور. فلا ريب ان ما جرى على الأمم الماضية من عذاب التدمير من أشراط الساعة التي تهدينا الى وقوعها ، وحتى موت الأعزاء ورحيلهم الأبدي عن الدنيا يمكن أن يكون منذرا لنا حتى نبادر بالتوبة.
بلى. هناك علامات الساعة ذكرت في النصوص توحي بضرورة انتظار قيام الساعة عند ما ينتشر الفساد وينحسر الصلاح كما جاء في الحديث المأثور عن عبدالله بن عباس قال : حججنا مع رسول الله صلّى الله عليه وآله حجة الوداع ، فأخذ بحلقة باب الكعبة ثم أقبل علينا بوجهه فقال : ألا أخبركم بأشراط الساعة؟ وكان أدنى الناس منه يومئذ سلمان رحمه الله فقال : بلى يا رسول الله. فقال : من أشراط القيامة إضاعة الصلوات واتباع الشهوات ، والميل مع الأهواء ، وتعظيم أصحاب المال ، وبيع الدين بالدنيا ، فعندها يذاب قلب المؤمن في جوفه كما يذاب الملح في الماء مما ترى من المنكر ، فلا يستطيع أن يغيره. قال سلمان : وإن هذا لكائن يا رسول الله؟ قال : إي والذي نفسي بيده يا سلمان إن عندها يليهم أمراء جورة ، ووزراء فسقة ، وعرفاء ظلمة ، وأمناء خونة. قال سلمان : وان هذا لكائن يا رسول
__________________
(١) تفسير نمونه / ج ٢١ ـ ص ٤٥١ نقلا عن روح المعاني.