والدخول في ولاية الشيطان.
سأل أحدهم الامام الصادق عليه السلام : قائلا : يا ابن رسول الله أخبرني عمن تقبل شهادته ومن لا تقبل؟ فقال :
«يا علقمة ، كل من كان على فطرة الإسلام جازت شهادته» قال فقلت له : تقبل مقترف للذنوب؟ فقال :
يا علقمة ، لو لم تقبل شهادة المقترفين للذنوب لما قبلت إلا شهادات الأنبياء والأوصياء صلوات الله عليهم ، لأنهم هم المعصومون دون سائر الخلق ، فمن لم تره بعينك يرتكب ذنبا أو لم يشهد عليه بذلك شاهدان فهو من أهل العدالة والستر ، وشهادته مقبولة ، وإن كان في نفسه مذنبا ، ومن اغتابه بما فيه فهو خارج عن ولاية الله عزّ وجلّ ، داخل في ولاية الشيطان. (١)
إن الإسلام يريد أن يقوم المجتمع على أساس الثقة ، فمن زعزع هذا الأساس وأشاع جوّ اللاثقة بين أعضائه فقد برئ من ولاية هذا المجتمع المسلم التي هي ولاية الله ، وانتمى الى الأعداء.
ومن هنا يؤكد الإسلام ان المغتاب ينفصل عمن يغتابه ، لأنه تنقطع العصمة بينهما.
فقد روي عن رسول الله صلّى الله عليه وآله أنه قال :
«من مدح أخاه المؤمن في وجهه ، واغتابه من ورائه فقد انقطع ما بينهما من العصمة». (٢)
وفي حديث مأثور عن الامام الصادق عليه السلام أنه قال : «لا يطمعن المغتاب
__________________
(١) المصدر / ص ٢٤٨
(٢) المصدر ص ٢٤٩