«وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً واحِدَةً وَلا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ» (١) ، والدار الآخرة هي محلّ الحسم والجزاء ، فلا ينبغي للمؤمن أن يكون جبّارا على الناس يحاول إكراههم على الهدى إن أوتي السلطة عليهم ، كما لا ينبغي عند ضعفه أن يهلك نفسه إذا ما تولّوا عن دعوته.
كما نستوحي من كلمة «عَنْ سَبِيلِهِ» في الآية أنّ في الحياة سننا وقوانين ، وهي السبيل إلى الحق ، وهذه يعلمها الله ويحاسب عليها ، يضلّ عنها جماعة فيصيرون إلى الباطل والعذاب ، ويهتدي إليها آخرون فيصيرون إلى الحقّ والسعادة ، والسبب أنّ الفريق الأوّل ينكر هذه الحقيقة ، بينما يؤمن بها فريق المهتدين فيبحثون عنها ، فإذا وجدوها طبّقوها ، وكيّفوا حياتهم وفقها ، وتجاوزوا الأخطاء والضلال.
__________________
(١) هود / ١١٨.