إِلَّا بِعِلْمِهِ» (١) ، ولولاها لانعدم الثمر ، وانقرض النخل بمرور الزمن حين تتوقّف دورته الحياتية. إذا فهي أظهر لرحمة الله من كلّ شيء في النخل.
وكما النخل كذلك مختلف الحبوب كالحنطة والأرز والشعير حيث يتجلّى فيها اسم الرحمن ، فهي ذاتها ينتفع بها الإنسان غذاء يحتوي على ما يحتاجه ، كما يستفيد من حطامها كالأعواد والقشرة والورق بعد الحصاد وقبله في أغراض عديدة كالبناء ، كما يقدّمها علفا للحيوان ، وهو عصف الحب.
(وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ)
قال الراغب : (العصف والعصيفة الذي يعصف من الزرع ، ويقال لحطام النبت المتكسّر عصف ، قال : (وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ) ، (كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ) ، ريح عاصف). (٢)
(وَالرَّيْحانُ)
الرائحة الطيبة الزكية ، وسمّي به نوع من الورد ، ويقال لكلّ نبات طيّب الرائحة (٣) ، فتلك نعمة تلبّي الحاجات المادية للإنسان ، وهذه تلبّي حاجة معنوية بشمّها ، وإضافة طيبها إلى الأكل والشراب ليضفي عليهما نكهة خاصة.
[١٣] هكذا تحيط نعم الله وآياته بنا ، وأخرى كثيرة يتعرّض السياق لذكرها فيما بعد ، ولكنّه قبل ذلك يستوقفنا بآية محورية في السورة ليطرح علينا من خلالها أهمّ سؤال يجب طرحه على أنفسنا ونحن نرى آلاء الله.
__________________
(١) فصّلت / ٤٧
(٢) مفردات الراغب الاصفهاني / مادة : (عصف).
(٣) المنجد.