الإنسان حينما يكون عارفا برحمانية ربه ، وانه تعالى سخر الوجود لمصلحته ، فانه يعيش متفائلا ونشيطا لأنه سيكون مطمئنا الى سعيه ، انطلاقا من إحساسه بأنه خلق ليرحم لا ليعذب ، ومن جانب آخر انه سوف يتعايش مع الحياة من حوله تعايشا ايجابيا. يعتمد السعي من أجل الاستفادة القصوى مما خلق من أجله. وهذا لا يتحقق إلّا إذا صدق بأنه فعلا من نعم ربه وآلائه عليه ، اما إذا كذب بذلك شل سعيه ، وخارت إرادته ، وقنطت نفسه من امكانية تسخير الحياة ، وكم عاش الإنسان على هذا الكوكب دون أن يسعى للتعرف على حركة الشمس ، والاستفادة من ذلك في حياته ، وتحقيق أهدافه الشخصية والحضارية ، لأنه لا يؤمن بعلاقته بها ، أو كان يعتقد بسبب بعدها انها لا يمكن تسخيرها بل لم تخلق من أجله؟! والآن جاء العلم الحديث ليؤكد بأنها نعمة إلهية عظيمة ، وانما خلقت لصالح الإنسان ، وانطلاقا من ذلك عكس حركتها على حساباته الزمنية ، ولا يزال العلماء يقومون بمختلف الدراسات التي من شأنها تسخير الشمس الى أقصى حد ممكن في خدمة الأهداف والتطلعات الحضارية للبشر.