فالمغيّا غير الغاية ، وتوحد بالربوبية ، ووصف نفسه بغير محدودية ، فالذاكر الله غير الله ، والله غير أسمائه ، وكل شيء وقع عليه اسم شيء سواه فهو مخلوق ، ألا ترى قوله : (الْعِزَّةَ لِلَّهِ) ، العظمة لله ، وقال : «وَلِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها» وقال : «قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى» فالأسماء مضافة اليه. وهو التوحيد الخالص (١).
والجلال اسم يحتوي على كل معاني العظمة والكبرياء ، بينما الإكرام يدل على كل معاني الجمال ، فهو رحيم ، حنان ، غفور ، منان ، عطوف ، عالم ، قادر ، وأسماء الرب أساسا تنقسم الى نوعين : الأول : تبين انه منزه عن النقص ، والثاني : تبين جوانب الكمال.
وكلمة أخيرة : هناك علاقة بين سورة الرحمن التي تحدثنا عن ثلاث فئات من الناس (المجرمين أصحاب الجنتين الأوليين ـ وأصحاب الجنتين التاليتين) وبين سورة الواقعة التي تحدثنا أيضا عن ثلاث فئات هي (السابقون ـ (أَصْحابُ الْيَمِينِ أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ) ، وبالتدبر نكتشف أن المجرمين هم أصحاب المشئمة ، والسابقون هم أصحاب الجنتين الأوليين ، وأصحاب اليمين هم أصحاب الأخريين.
__________________
(١) المصدر / ص ١٦٠