الرسول والأئمة عليهم السلام ويعتبرهم السابقين (١)
ويبدو من حديث آخر أن التفاضل في الايمان يتساوى فيه الأولون والآخرون ، فقد روى عن الامام الصادق (عليه السلام) أنه سئل : ان الايمان درجات ومنازل ، يتفاضل المؤمنون فيها عند الله؟
قال : «نعم» فقال السائل صفه لي رحمك الله حتى أفهمه ، قال : «إن الله سبق بين المؤمنين كما يسبق بين الخيل يوم الرهان ، ثم فضلهم على درجات في السبق إليه ، فجعل كل امرء منهم درجة سبقه ، لا ينقصه فيها من حقه ، ولا يتقدم مسبوق سابقا ، ومفضول فاضلا ، تفاضل بذلك أوائل هذه الامة وأواخرها ... (الحديث)» (٢).
ومن ذلك كله نستوحي ان مفهوم السبق أشمل من مجرد التقدم الزمني الى الايمان ، إذ يتسع للتسارع في الخيرات ، والمبادرة الى درجات الايمان ، وقد سأل الراوي الامام الصادق (ع) في ذات النص السابق آنفا عن درجات الاستباق فقال : اخبرني عما ندب الله عزّ وجلّ المؤمنين اليه من الاستباق الى الايمان ، فقال : قول الله عزّ وجلّ : «سابِقُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُها كَعَرْضِ السَّماءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ» وقال : «وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ* أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ» (٣).
فلا يجوز ان يقنط لاحق من روح الله ، وما أعده الله للمقربين اليه من الدرجات الرفيعة ، ويبرر قنوطه بأنه قد تأخر زمنيّا عن الأولين. كلا .. إن معارج
__________________
(١) راجع المصدر / ص ٢١٠
(٢) راجع المصدر / ص ٢٠٨ ، والحديث مفصل
(٣) المصدر