التكامل إلى الله معدّة لكل من شاء ان يحلّق في أجواء القرب من ربّ العباد.
[١٥] (عَلى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ)
مصفوفة ، قالوا : الوضن النسج المضاعف والنضد ، ودرع موضونة : محكمة في النسج ، والسرير الموضون : الذي سطحه بمنزلة المنسوج.
وقال بعضهم : إن أسرة الجنة منسوجة بخيوط الذهب ، مشبكة بالدر والياقوت والزبرجد.
[١٦] (مُتَّكِئِينَ عَلَيْها مُتَقابِلِينَ)
الاتكاء علامة الارتخاء ، وعدم وجود ما يشغلهم غير التلذذ بألوان النعم الالهية ، والتقابل دليل المحبة والود المتبادل بينهم. أو ليست قلوبهم طاهرة من الغل ، والحسد ، والحقد؟
وراحتهم الخالدة يومئذ هي جزاء اجتهادهم الدائب في الدنيا ، فكم أتعبوا أجسادهم في طاعة الله ، وكم قاوموا ضغوط الحياة ، وواجهوا الطغاة والمترفين ، وكم تحملوا من الأذى النفسي والجسدي؟!
[١٧] (يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ) إن أفضل خدمة بين الأحباب خدمة الغلمان ، وبالذات حينما تكون نضارة شبابهم أبدية ، فهم مخلدون لا تعتريهم خشونة الرجال ، ولا تأتي على جمالهم وأناقتهم ، ودماثة أخلاقهم طوارق الليل والنهار.
[١٨] (بِأَكْوابٍ وَأَبارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ)