هكذا روي عن أمّ سلمة أنّها سألت النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) عن الآية فقال لها : «يا أمّ سلمة هنّ اللواتي قبضن في الدنيا عجائز شمطا عمشاء رمصا جعلهنّ الله بعد الكبر أترابا على ميلاد واحد في الإستواء» (١).
وهكذا قيل حور العين للسابقين ، بينما العرب الأتراب لأصحاب اليمين.
(فَجَعَلْناهُنَّ أَبْكاراً)
وكلمة الجعل تشير إلى أنّ بكارتهنّ دائمة ، وهكذا جاء في الحديث عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) أنّه قال : «كلّما أتاهنّ أزواجهنّ وجدوهنّ أبكارا» فلمّا سمعت عائشة بذلك قالت : وأوجعاه! فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) : «ليس هناك وجع» (٢) ومن صفة الحور عروبتها وانسجامها.
(عُرُباً أَتْراباً)
في تفسير علي بن إبراهيم : «لا يتكلّمون إلّا العربية» (٣) وهي لغة أهل الجنة ، والعروبة من النساء الضاحكة (٤) فهي تعرب وتفصح عن ثناياها حين الابتسام ، والبشاشة من جمال المرأة ، وقال الراغب الأصفهاني : وامرأة عروبة : معربة بحالها عن عفّتها ومحبّة زوجها (٥).
وقيل الغنج والدلال عن أمير المؤمنين (ع) في رواية هذا نصّها : قال عليه السلام
__________________
(١) القرطبي / ج ١٧ ص ٢١٠
(٢) جوامع الجامع في الموضع
(٣) تفسير القمي / ج ٢ في الموضع
(٤) المنجد / مادة عرب
(٥) مفردات الراغب مادة عرب