تُدْعى إِلى كِتابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (١) ، وقال : (إِنَّما تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (٢) ، «وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ ذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ» (٣).
الثانية : ان جزاء الإنسان ليس بعيدا عنه من الناحية الزمنية ، فالدنيا وان طال عمره فيها ـ الى المأة عام مثلا ـ لا تكاد تبين في ميزان الخلود الاخروي ، (وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ) (٤) ، ولكن أكثر الناس لا يستوعبون هذه الحقيقة ولا يدركونها بعمق الا في الآخرة (إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا يَوْماً) (٥) ، «وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ ما لَبِثُوا غَيْرَ ساعَةٍ كَذلِكَ كانُوا يُؤْفَكُونَ» (٦).
[٤٣ ـ ٤٤] فلا يظنّ أصحاب الشمال ان العذاب بعيد عنهم ، فهم الآن وغدا محاطون به.
(وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ)
قال صاحب المنجد : الأسود من كلّ شيء (ويسمى بذلك) الدخان (٧) ، وقال علي بن إبراهيم : ظلمة شديدة الحر (٨) ، وهذا النوع يقابله الظل الممدود في جنان المؤمنين ، ولعلّه المشار اليه في قوله تعالى : (لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ) (٩) ، وهو إن صحّ فاليحموم نار سوداء تجعلهم في ظلام حالك.
__________________
(١) الجاثية / ٢٨
(٢) الطور / ١٦
(٣) الزمر / ٢٤
(٤) الحج / ٤٧
(٥) طه / ١٠٤
(٦) الروم / ٥٥
(٧) راجع مادة حم
(٨) تفسير القمي / ج ٢ ص ٣٤٩
(٩) الزمر / ١٦