الكبير الذي كاد يكون وحيدا في عالم كان يغوص في دنس الشرك ، وظلام الجاهلية.
يا لها من بشارة عظيمة : ان يستجيب الرب لعبده رأفة به ، وتخليدا لذكره في الآخرين ، فيرزقه ولدا يرعاه حتى يصبح غلاما ويعلمه حتى يضحى عليما.
[٢٩] وسمعت زوجته (سارة) بهذه البشارة ، ربما لقربها من الضيوف حيث كانت تخدمهم ، أو لأنها جاءت إليهم فأخبرت بها.
(فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ)
تصيح صياحا يشبه صوت الريح لما أصابها من فرحة مزيجة بالعجب!!
(فَصَكَّتْ وَجْهَها)
أي ضربته ـ على عادة النساء العجائز عند مواجهتهن لموقف لا يحتملنه ـ وعبّرت عن عمق تعجبها من هذه البشارة العظيمة ..
(وَقالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ)
فهل ألد وأنا عجوز يائس؟! بل كيف ألد وأنا امرأة عقيمة ، ولم أنجب في شبابي؟!
[٣٠] (قالُوا كَذلِكَ قالَ رَبُّكِ)
نعم هكذا قال الله القدير ، فالرزق بيده ، ولأنه أراد إثبات هذه الحقيقة أنّه وهب عجوزا عقيما غلاما عليما.
(إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ)