الأولى. ومن يريد الفرار من الحقيقة الواضحة لا يجد أمامه سوى هذه الخرافات.
ويمضي الذكر الحكيم في بيان ضلالاتهم وتفنيدها : فمن يا ترى يسيطر على خزائن السموات والأرض؟ ثم يقولون : ان لله البنات فهل لهم البنون ولله ما يعتبرونه الأدنى أي البنات! ما لهم كيف يحكمون؟!
أم تراهم يخشون من دفع غرامة إن هم آمنوا. أو يطالبوا بأجر. أم أنهم يعلمون الغيب بوضوح فيعتمدون عليه في تخرصاتهم.؟
وبهذه التساؤلات الحادة المتتالية يستثير القرآن عقولهم ووجدان ضمائرهم حتى يروا بطلان تلك الأفكار بأنفسهم.
ثم يقول : «أَمْ يُرِيدُونَ كَيْداً» ، ويبدو أن هذا هو جواب التساؤلات ، ولكن ، يعلموا أنهم هم المكيدون ، وأنّه لا إله إلّا الله الواحد لا شريك له ، ولا علاج لمثل هؤلاء إلّا عند ما يرون العذاب فيقولون سحاب مركوم ، فذرهم حتى يلاقوا يومهم الذي فيه يصعقون.
وبعد أن يذكّر القرآن أولئك الكفّار بأنّ عذاب الدنيا نذير لعذاب الآخرة يأمر الرسول والمؤمنين بالصبر لحكم الله فإنّه وهم في رعاية ربّ العزة ، ويأمره وإياهم بالتسبيح ليلا وعند الأسحار.