تستهدف الدوائر الاستكبارية فيه محاربته والقضاء على الدين ، فليس من شك أنّ أجهزة المخابرات وشبكات الأحزاب الفاسدة كالشيوعية والماسونية والصهيونية وفروعها المبثوثة في أوساط الأمّة كلّها تسعى للتأثير على القيادات الدينية عبر وسائط عديدة ، وإنّها قد تؤثر حتى في مواقف بعض القيادات وآرائها وفتاويها ، فكيف ينبغي أن يتعامل القائد مع مجاميع الضغط هذه فينفي تأثيراتها السلبية؟ إن للقائد صفتين : إنسانية وقيادية ، وعليه أن يحافظ على توازن حكيم ، ففي الوقت الذي يتعامل مع زوجته وأولاده وذوي قرباه بصفته الإنسانية وبكامل عواطفه وأحاسيسه عليه ألّا يسمح لذوي النفوذ أن يؤثروا عليه من خلالها على مركزه القيادي ، وهذا ما يشير إليه القرآن في آية التحريم.
(وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)
وينبغي للقائد أن يتحلّى بهاتين الصفتين أيضا ، ففي الوقت الذي لا يتأثر بضغوط الزوجات لا ينال أذاهنّ من حلمه وسعة صدره بل يغفر لهن ويرحمهن تخلّقا بصفات الله وطمعا في غفرانه ورحمته.
[٢] ومن مظاهر غفرانه ورحمته عزّ وجلّ أن جعل للمؤمنين مخرجا يتحللون به من اليمين وآثاره المادية والمعنوية بالكفّارة ، ولو كان الله يجعل تحريم الإنسان على نفسه تشريعا لوقع الكثير من الناس في العسر ولتفككت الكثير من الأسر ، حيث تدعوهم الضغوط وحالات الغضب إلى التحريم باليمين في أحيان كثيرة.
(قَدْ فَرَضَ اللهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمانِكُمْ)
قال الإمام أبو جعفر ـ عليه السلام ـ : «إنّما حرّم عليه الجارية مارية وحلف أن لا يقربها ، فإنّما جعل عليه الكفّارة في الحلف ولم يجعل عليه في