الله سبحانه ، فأجابها ـ صلّى الله عليه وآله ـ :
(قالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ)
الذي يحيط بكلّ شيء. وموقف الرسول ـ صلّى الله عليه وآله ـ تجاه زوجته التي أذاعت سره ينبغي أن يدرسه كلّ زوج قائد ، ويتخذه منهجا في أمثال تلك المواقف وظروفها.
[٤] ويؤكّد القرآن أنّ ما حدث من اثنتين من نسائه كان زيغا عن الحق وميلا إلى الباطل ، وأنّه بالتالي يحتاج إلى الإصلاح والتوبة.
(إِنْ تَتُوبا إِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما)
أي أنّكما تحتاجان إلى غسل دون الانحراف ، وإصلاح الخطأ بالتوبة إلى الله والاعتذار من الرسول ـ صلّى الله عليه وآله ـ لأنّ قلوبكما قد صغت أي مالت ، وأصغى سمعه لفلان أي مال به إلى كلامه. وتأكيد الله على انحراف القلب يبيّن أنّ ما حدث لم يكن خطأ عابرا ، إنّما هو انحراف له جذور تمتد إلى أعماق القلب ، بلى. إنّ كشف أسرار النبي ليس إلّا علامة على انحراف داخلي في الجذور ، وهكذا الكثير من مواقف وسلوكيات الإنسان الخاطئة. إنّها مرة تكون سطحية وأخرى جذرية.
ويحذّر الله الاثنتين من أنّهما لو رفضتا التوبة وتماديا في التظاهر ضد الرسول ـ صلّى الله عليه وآله ـ فإنّ العاقبة ستكون للخط الرسالي السليم لأنه مدعوم بقوّة لا تقهر.
(وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ)