من السياحة وهي الجهاد لقول رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ : «سياحة أمتي الجهاد» ، والهجرة صورة من السياحة بهذا المفهوم ، والصفات الآنفة صفات متدرجة فالإيمان فوق التسليم ، والقنوت فوق الإيمان ، وهكذا .. وهذه الصفات هي الأهم ، وتأتي في الدرجة الثانية الصفات المادية الظاهرة :
(ثَيِّباتٍ وَأَبْكاراً)
[٦] وبعد أن بيّن القرآن بأنّ من الممكن للرسول ـ صلّى الله عليه وآله ـ أن يجد في المجتمع زوجات خيرا من زوجاته لو طلقهن ملوّحا لهنّ بالطلاق لو لم يتبن إلى الله ، أمر المؤمنين بتحمل المسؤولية الرسالية في إطار الأسرة ، إذ يجب السعي الحثيث لإنقاذ نفسه وسائر أسرته من نار جهنم ، وهذه أعظم مسئولية للمؤمن تجاه أهله.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً)
وإنّها لآية عظيمة ترسم للإنسان المؤمن خطوط مسئوليته لتخرجه من إطار الفردية إلى التطلعات الإنسانية والدينية الواسعة ، حيث التفكير في نجاة الآخرين وفلاحهم كجزء من المسؤولية في الحياة. وعلى هذا أكّد أئمة الهدى في تفسيرهم لهذه الآية الكريمة ، قال سليمان بن خالد : قلت للإمام الصادق ـ عليه السلام ـ إنّ لي أهل بيت وهم يسمعون مني أفأدعوهم إلى هذا الأمر؟ فقال : «نعم. إنّ الله عزّ وجلّ يقول في كتابه : الآية» (١) ، وعن أبي بصير قال : سألت أبا عبد الله ـ عليه السلام ـ عن قول الله : الآية ، قلت : هذه نفسي أقيها فكيف أقي أهلي؟ قال : «تأمرهم بما أمرهم الله به ، وتنهاهم عما نهاهم الله عنه ، فإن أطاعوك كنت قد
__________________
(١) نور الثقلين ج ٥ ص ٣٧٢ نقلا عن أصول الكافي.