وقيتهم ، وإن عصوك كنت قد قضيت ما عليك» (١) ، وهذه الرواية تؤكد بأنّ الدعوة لله مسئولية مفروضة على المؤمن في أوساط الأسرة (الزوجة والأولاد) ، وأنه يجب عليه أن يكون رسولا لربه فيها يدعوهم إلى الحق وينهاهم عن الباطل.
ولا يسقط المسؤولية عدم استجابتهم للدعوة ، فقد سئل الإمام الصادق ـ عليه السلام ـ عن الآية فقيل : كيف نقيهن؟ قال : «تأمروهن وتنهونهن» ، قيل له : إنّا نأمرهن وننهاهن فلا يقبلن؟ قال : «إذا أمرتموهن ونهيتموهن فقد قضيتم ما عليكم» (٢) ، ولعل الوقاية من النار تمر من خلال اجتناب السيئات وتركيز الصفات المشار إليها في الآية اللاحقة في النفس والأهل. وأيّ نار تلك التي يدعونا الله للوقاية منها؟
أوّلا : إنّها تشتعل باحتراق الناس والحجارة.
(وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ)
فليس الناس هناك يحترقون بالنار بل يتحوّلون نيرانا ، لأنّ كل شيء في جهنم ذو طبيعة نارية ، فهل يتم الاحتراق بتفاعلات ذرية في الجسم لذلك لا يتحولون رمادا بسرعة ، بل يبدّل الله جلودهم كلّما نضجت ليذوقوا عذاب الهون ، أم بطريقة أخرى؟ لا نعلم ، إنّما يكفينا أن نتصوّر ذلك المنظر الرهيب فنخشى ونتقي.
وقالوا عن الحجارة أنّها حجارة الكبريت ، ولكن يمكن أن يكون عموم الحجارة ويكون احتراقها بتفاعلات ذرية.
ثانيا :
__________________
(١) المصدر.
(٢) المصدر ص ٣٧٣.