(عَلَيْها مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ)
فهم قساة التعامل مع أهل النار ، فلا ترى في شخصيتهم البشاشة واللطف ، كما أنّهم أقوياء فتعذيبهم وأخذهم لا يكون إلّا بالشدة.
(لا يَعْصُونَ اللهَ ما أَمَرَهُمْ)
من قبل في تعذيب أهل النار.
(وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ)
في كلّ زمان وعلى كلّ حال ، فلا يتصور الإنسان أنّه قادر على إقامة علاقات خاصة معهم تثنيهم عن أمر الله تجاهه ، فإنّهم عباد مأمورون لله وليسوا شركاء ، وطاعتهم له عزّ وجلّ ليس فيها ثغرة يهرب عبرها المعذّب من عذاب الله. وإذا كان ثمّة طريق لاتقاء غلظتهم وشدتهم وعذاب النار فهو الالتجاء إلى سيّدهم والتحبّب إليه بالإيمان والطاعة ، ولا يتمّ ذلك إلّا في الدنيا ، فلما ذا يضع البعض حجبا بينه وبين ربه باتباع الفلسفات البشرية الشركية كعبادة الأصنام والملائكة؟!
[٧] هنا في الدنيا عند ما يواجه الإنسان حقيقة رهيبة أو مسئولية ثقيلة يحاول أن يتهرب منها بالخداع الذاتي ، فتراه يلتمس الأعذار والتبريرات ، ويتحصن وراء الأوهام والظنون ، كلّا .. إنّها لا تفيده هنالك في الآخرة شيئا.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ إِنَّما تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)
وما دام جزاء الآخرة هو ذات عمل الإنسان في الدنيا فلا معنى للعذر إذا ، وكيف يتخلّص الإنسان مما هو جزء ذاته؟ وفي الآية إيحاء بأنّ عدم استعداد الكفّار للآخرة ولقاء الله نتيجة طبيعية لكفرهم بها.