[٨] وينبغي أن تكون هذه التذكرة باعثا نحو المبادرة إلى التوبة في الدنيا قبل فوات الأوان ، توبة صادقة كأروع ما تكون التوبة ، فإن ذلك وحده الاعتذار الذي يقبله الله.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحاً)
بالندم على ما فات ، والعزم على ترك الذنب ، وإصلاح آثاره السلبية نفسية واجتماعية واقتصادية و.. ، والاجتهاد في الصالحات ، هكذا سأل أحمد بن هلال الإمام الهادي ـ عليه السلام ـ عن التوبة النصوح ما هي؟ فكتب عليه السلام : «أن يكون الباطن كالظاهر وأفضل من ذلك» (١) ، وقال الإمام الصادق ـ عليه السلام ـ : «هو صوم يوم الأربعاء والخميس والجمعة» (٢) ، لأنّ العمل الصالح جزء من التوبة ، وقال الإمام أبو الحسن ـ عليه السلام ـ : «يتوب العبد من الذنب ثم لا يعود فيه» (٣) ،وقال رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ عن التوبة النصوح : «أن يتوب التائب ثم لا يرجع في ذنب كما لا يعود اللبن إلى الضرع» (٤).
وهذه التوبة هي التي يقبلها الله فيعفو عن سيئات الإنسان بها ويدخله جنات النعيم يوم القيامة.
(عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ)
حقا : إنّ التائب عن صدق يرجى له أن تتحوّل ذنوبه من عقدة سيئة تعيق
__________________
(١) المصدر ص ٣٧٣.
(٢) المصدر.
(٣) المصدر ص ٣٧٤.
(٤) عن مجمع البيان ج ١ ص ٣١٨ والقرطبي ج ١٨ ص ١٩٧.