مسيرته نحو التكامل إلى دافع قوي نحو الخير والفضيلة ، كما أنّ الله سبحانه يمحو من ديوانه السيئات فلا يطلع عليها أحدا حتى أقرب المقربين إليه ، قال معاوية بن وهب : سمعت أبا عبد الله ـ عليه السلام ـ (الإمام الصادق) يقول : «إذا تاب العبد توبة نصوحا أحبه الله فستر عليه في الدنيا والآخرة» ، فقلت : كيف يستر عليه؟ قال : «ينسي ملكيه ما كتبا عليه من الذنوب ، ويوحي إلى جوارحه : اكتمي عليه ذنوبه ، ويوحي إلى بقاع الأرض : اكتمي ما كان يعمل عليك من الذنوب ، فيلقى الله حين يلقاه وليس شيء يشهد عليه بشيء من الذنوب» (١) ، فلا يبقى سبب يدخل به النار ، وفوق هذا كله يدخله إلى رضوانه ونعيمه في الجنان.
(وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ)
وتأكيد الله على الجنات يزرع في الإنسان المؤمن إرادة التحدي للشهوات ولزخارف الدنيا الزائلة حيث يتطلع إلى النعيم الأعظم كمّا ونوعا في الآخرة.
(يَوْمَ لا يُخْزِي اللهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ)
بالعذاب والمذلّة بين الناس ، ولعلّ في الآية إشارة إلى أنّ الله يمضي شفاعة الرسول ـ صلّى الله عليه وآله ـ والمؤمنين معه من أئمة الهدى والصالحين.
(نُورُهُمْ يَسْعى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ)
التي كدحت في سبيل الله ، أمّا عن النور فالأظهر فيما قيل ثلاثة آراء لا تناقض بينها ، أحدها : أنّه العمل الصالح والإيمان يظهر في صورة نور يوم القيامة ، والثاني : أنّه القرآن الذي مشى على هداه المؤمنون فهو يقودهم إلى الجنة كما قادهم في الدنيا إلى الصواب والسعادة ، والثالث : أنّه أئمة الهدى والقادة الصالحون الذين
__________________
(١) المصدر.