فالنتيجة المترتبة قد تكون وقد لا تكون حسب المفهوم الظاهر للكلمة ، وذلك لكي لا يتسرب إلى أفئدة المؤمنين الغرور والعجب فيكون الاعتماد منهم على التمنيات بغفران الله بدل السعي والعمل.
[٩] وبعد أن أمر الله بوقاية النفس والأهل من النار ، والتوبة النصوح إليه عزّ وجل ، وبالتالي السعي للكمال ، أمر النبي ـ صلّى الله عليه وآله ـ بجهاد الكفار والمنافقين كضرورة لتهيئة الظروف والأسباب من أجل الوقاية والتوبة والكمال ، وذلك أنّ كثيرا من أسباب الانحراف والنقص التي يتعرض لها المؤمنون تأتي نتيجة تحرك الكفار من الخارج والمنافقين من الداخل ضد الحق وأتباعه ، فلا بد إذن من مواجهة بؤرة الفساد هذه والقضاء عليها بالجهاد لتكون الظروف ملائمة لبناء المجتمع النموذجي (المتقي ، والتائب ، والتام). لذلك جاء الأمر للنبي ـ صلّى الله عليه وآله ـ بمواجهة الكفار والمنافقين.
(يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ)
أي جهادا لا هوادة فيه ، باعتبار القائد الرسالي ليس مسئولا عن أسرته وحسب بل هو في المجتمع كالأب مسئول أن يقي نفسه ويقيه من النار والضلال ، فلا بد أن يعمد إلى اجتثاث بؤر الانحراف عنه ومما حوله مهما كان ذلك الكافر أو هذا المنافق بعيدا أو قريبا.
(وَمَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ)
ففي الدنيا يلقون جزاءهم بمجاهدة المؤمنين لهم ، وفي الآخرة الجزاء الأوفى حيث الخلود في أسوء ما يصير إليه مخلوق من عاقبة.
[١٠] وبمناسبة الحديث عن زوجات الرسول الذي يحدد لنا سياق هذه السورة