(وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ)
وقد اعتبر الله هاتين المرأتين مثلا للذين كفروا لأنهما كان يفترض أن تكونا قمة في الإيمان حيث كانتا تحت عبدين صالحين من الأنبياء ، إلّا أنّهما اختارتا الكفر بدل الإيمان رغم الظروف المساعدة ، وهذا المثل يهدينا إلى أنّ سعي المؤمنين لوقاية أهليهم من النار ليس بالضرورة أن يؤدي إلى نتيجة إيجابية ، وأنّه من الخطأ تقييم أحد كالأنبياء من خلال زوجاتهم ومن حولهم ، إنّما التقييم السليم يكون عبر أعمالهم ورسالتهم.
ولنا في الآية وقفة عند كلمة الخيانة فهي ـ كما أعتقد ـ خيانة بالمقياس الرسالي أي خيانة لحركة الرسول ومبادئه ، وليس كما قد يتقوّل البعض لما فيه من عقد جنسية أو لاعتماده على الإسرائيليات بأنّها خيانة جنسية ، كلّا .. إنّها خيانة في رسالة النبي بدليلين
الأول : بدلالة السياق ، فقد وقع الحديث عن الخيانة في سياق الحديث عن إفشاء السر من قبل زوجات النبي ، وحينما تكلم عن زوجتي نوح ولوط ضربهما مثلا للجبهة المضادة للحق «لِلَّذِينَ كَفَرُوا» ، ولو كانت الخيانة جنسية لضربهم مثلا للذين فسدوا مثلا أو للزناة.
الثاني : لأنّ تفسير الخيانة هنا بالخيانة الزوجية ليس يمس زوجات الأنبياء وحسب بل يمس الأنبياء أنفسهم ويصوّر بيوتهم محلا للفاحشة والدعارة ، حاشا الأنبياء ـ عليهم السلام ـ (١).
[١١ ـ ١٢] ويضرب الله مثلا معاكسا للذين آمنوا ، أحدهما من بيت فرعون
__________________
(١) وهذا ما سعى إليه الكاتب الضال سلمان رشدي في أحد فصول كتابه : (الآيات الشيطانية).