أن تطلب زوجا.
وممّا يؤكّد هذه الفكرة الروايات التي بيّنت أنّها تصبح زوجة لرسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ في الجنة ، فقد أثر عن رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ أنّه دخل على خديجة ـ عليها السلام ـ وهي في مرض الموت فقال لها : «بالرغم منّا ما نرى يا خديجة ، فإذا قدمت على ضرائرك (أي اللّاتي هنّ أزواج الرسول كما خديجة) فاقرئيهنّ السلام» ، فقالت : من هنّ يا رسول الله؟ فقال : «مريم بنت عمران ، وكلثم أخت موسى ، وآسية امرأة فرعون» ، وتوحي بهذه الحقيقة أيضا بقية الآية :
(وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ)
فكانت ترفض البقاء في ظلّه ، ويهدينا قوله سبحانه : «وعمله» إلى فكرة هامة هي أنّ الإنسان المؤمن قد ينجو بالهجرة أو بسقوط النظام الفاسد من أذى الظالمين المباشر ، لكنّه قد لا ينجو من أعمالهم ، فإذا به يصبح ظالما مثلهم ويعمل الفواحش ويقع في الفساد ، لذلك ينبغي الدعاء والعمل للنجاة من الظلمة ومن الظلم.
(وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)
أمّا المثل الثاني للمؤمنين فهي مريم ابنة عمران ـ عليها السلام ـ فإنّها رغم انحراف بني إسرائيل بعد موسى وشياع الفاحشة بينهم تحدّت الانحراف فحافظت على عفّتها وطهارتها.
(وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها)
ولا ريب أنّ الأرحام المحصنة والفروج العفيفة والحجور الطيبة الطاهرة ستكون